الاثنين، 7 نوفمبر 2016

سيرة المصطفى

طرائف في سيرة المصطفى(صلى الله عليه وآله)
للنبي صلى الله عليه وآله) بعض المواقف الطريفة التي توحي بأنّه صلوات الله عليه كان يُداعب أصحابه ويُقابلهم بالابتسامة، ولكنه حتى في دعابته وابتسامته لم يكن ينطق إلّا حقًا.
ومما يروى عنه:
1- أتت امرأة عجوز إلى النبي صلى الله عليه وأله فقالت: يا رسول الله، ادعُ الله أنْ يدخلني الجنة. فقال: يا أم فلان! إنّ الجنة لا تدخلها عجوز. فولّت تبكي. فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إنّ الله تعالى يقول: ]إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا[؛ أي إنها حين تدخل الجنة سيعيد الله إليها شبابها وجمالها. الترمذي/الشمائل المحمدية، ص132.
2-    وأتته امرأة يقال لها أم أيمن، فقالت له: «إنّ زوجي يدعوك. قال:ومن هو؟ أهَوَ الَّذي بعينه بياض؟ قالت: والله ما بعينه بياض. فقال: بلى إنّ بعينه بياضًا. فقالت: لا والله. فقال صلى الله عليه [وآله] وسلم: ما من أحدٍ إلَّا وبعينه بياض» وأراد به البياض المحيط بالحدقة. ظ الغزالي/إحياء علوم الدين، 9/26 ،النراقي/جامع السعادات، 2/224.

3- طلب رجل من النبي (صلى الله عليه وآله) يستحمله دابة يسافر عليها، فقال له: «إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ: وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلا النُّوقُ!» أحمد بن حنبل/المسند، 3/267 ، أبو داوود/السنن 2/477... وغيرهما.
4- كان ليهوديٍّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعض دنانير، فتقاضاه، فقال له: «يا يهودي، ما عندي ما أعطيك. قال: فإنّي لا أفارقك -يا محمد - حتى تقضيني. فقال (صلى الله عليه وآله): إذن أجلس معك. فجلس (صلى الله عليه وآله) معه حتى صلّى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة. وكان أصحاب رسول الله يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله، يهودي يحبسك !
فقال (صلى الله عليه وآله): لم يبعثني ربي عزّ وجل بأنْ أظلم معاهدًا ولا غيره فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله...» الشيخ الصدوق/الأمالي، ص255.

5-     لما خرج الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى بدر
مرّ حتى وقف على شيخ من العرب، فسأله عن قريش، وعن محمد وأصحابه، وما بلغه عنهم ، فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أخبرتنا أخبرناك. قال: أذاك بذلك؟ قال: نعم، قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا، (للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وآله)، وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا، (للمكان الذي فيه قريش). فلما فرغ من خبره، قال: ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نحن من ماء، ثم انصرف عنه.
6-        وكان الشيخ يقول: ما من ماء! أمن ماء العراق؟!
أو ماء كذا . وأراد النبي بذلك قول الله -عز وجل- :] فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ[ ظ ابن هشام/السيرة النبوية، 2/448 ، الطبري/تاريخ الطبري، 2/141.. وغيرهما.


رأى نعيمان (وهو رجل معروف بمزاحه) عند أعرابي عكة عسل، فاشتراها منه، وقال له ثمنها عند رسول الله، وجاء بها إلى بيت عائشة وقال: خذوها، فتوهم النبي صلى الله عليه وآله أنه أهداها له، ومرّ نعيمان والأعرابي على الباب، فلما طال قعوده، قال: يا هؤلاء ردوها علي إنْ لم تحضر قيمتها، فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله القصة، فوزن له الثمن، وقال لنعيمان: ما حملك على ما فعلت؟ فقال :رأيت رسول الله يحب العسل، ورأيت الاعرابي معه العكة. فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يظهر له نكرا. ظ المجلسي/بحار الأنوار، 16/296



المتابعون