الجمعة، 31 ديسمبر 2021

ميثولوجيا الشيطان - دراسة موازنة في الفكر الديني

        لم تتبلور صورة الشيطان كوجود في عالم الخلق إلّا في الديانات السماوية، أو بمعنى أدق في الديانات الكتابية، بعد أنْ أوضحت حقيقته والهدف من وجوده. فكانت فاتحة التمييز بين الخير والشَّر، والحسن والقبيح، والطيب والخبيث... وحددت مقدار ما يُنسب إليه من الشَّر؛ لئلّا يكون سببًا يعلّق عليه بنو البشر كل شرورهم، أو ينسبون إليه ما يعتقدونه شرًّا بالنسبة إليهم.


حميدة الأعرجي


لقراءة الكتاب كاملًا.. اضغط هنـــــــــا




السبت، 31 يوليو 2021

حركة الفقــه الدِّيني عند النَّوازِل

 دراسة فقهية معاصرة في متعلقات جائحة (كورونا)


      يعتقد أغلب المسلمين بأنّ شريعتهم شريعة شاملة ومرنة قادرة على أنْ تتحرك مع حركة الزمان والمكان لتلبّي كل ما يحتاجونه في تنظيم أمورهم، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الاجتماعي. وقد أثبت اليوم أغلب فقهاء المذاهب الإسلامية ذلك في فتاواهم المتسارعة والمتساوقة مع الأحداث المصاحبة لوباء (كورونا) الفتّاك، الذي أصاب البشر في أكثر من مئتي دولة عالمية، فألزمهم بيوتهم وشلّ حركتهم الاجتماعية والتعليمية والصناعية والاقتصادية... بما في ذلك ممارستهم للطقوس الدينية الجماعية.

      ولذا انبرى علماء الدين وفقهائه في عموم الدول للتصدي في الحد من انتقال عدوى هذا العدو القاتل بين الناس، فكانوا خير معين للسلطات الحاكمة في تطبيق القرارات الصادرة عن اللجان العليا لإدارة أزمة هذه الجائحة، وذلك بإصدارهم الفتاوى المبينة لأحكام الدين الواجب على المكلفين الامتثال لها في الحادثات. وللوقوف على رصد حركة الاجتهاد الفقهي في هذه النازلة، حاول البحث استقصاء وجمع بعض الفتاوى الصادرة عن الفقهاء والمجامع العلمية في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية بخصوصها، فكان في تمهيدٍ عرّفَ بالمقصود من عنوان البحث، وثلاثة مطالب تضمنت عددًا من المقاصد، متبوعة بخاتمة البحث وأهم ما رشح عنه من نتائج. 

      وكانت مطالب البحث على النحو الآتي: المطلب الأول: في الأحكام المتعلقة بالصلوات الجماعية، لا سيما الجمعة والجماعة اللتان تعدان من أهم العبادات التي يبتغي الإسلام من التأكيد عليها تحقيق التلاقي الدائم بين المسلمين، وتلقيهم تعليماته بانتظام، وتوحيد صفوفهم وإعلاء كلمتهم وتوطين أنفسهم على العمل الجماعي، لما له من أبعاد روحية وأهداف اجتماعية، غير أنّ جائحة (كورونا) حالت دون ذلك منذ تفشي الفيروس وإلى اليوم. وقد قسّم المطلب على ثلاثة مقاصد، تعرّض الأول منها لفتاوى فقهاء الإمامية، والثاني لفتاوى فقهاء المذاهب الإسلامية، والثالث لفتاوى فقهاء اليهودية والمسيحية. 

     أما المطلب الثاني، فقد وقف على بعض فتاوى الفقهاء في أحكام منع زيارة الأماكن المقدسة، بعد أنْ أجبرت هذه الجائحة السلطات الحكومية والدينية في بعض الدول على إغلاقها؛ لمنع انتشار الفيروس بين الزائرين. وأخيرًا، تناول المطلب الثالث الفتاوى التي صدرت بخصوص حكم صيام شهر رمضان في زمن انتشار (كورونا)، بعد أن تخوّف بعض الناس من أثره على صحة البدن إذا ما صام هذا الشهر.

لقراءة البحث كاملًا.. اضغط هنــــــــا

الأحد، 9 مايو 2021

 منهج البحث العلمي

مح 3

 

صفات الباحث

من أهم المؤهلات المكونة لشخصية الباحث، تحلّيه بالصفات الآتية:

1- الموهبة: ويراد بها الاستعداد الفطري الذي يمكِّن الباحث في أن يبرع فيما يريد القيام به من سلوك، فكريًا كان أو عمليًا، ولا ريب أن هذه الموهبة تتفاوت في مقدارها من باحث إلى آخر،  والتجربة عادة ما تكشف مدى استعداد الباحث أو لا استعداده لتحصيل ملكة البحث. فمتى ما وجد المرء نفسه موهوبًا في هذا المجال، سهل عليه الانطلاق في تنمية قدراته على البحث فيما يرغب.

 

2- قوة التفكير العلمي: قد يتمتع الباحث بقدر من الذكاء الذهني الذي يساعده على الخوض في غمار البحث، كما ويمكنه شحن هذه القوة باستمرار كلما زاد في التعامل مع المعطيات العلمية ومحاولة نقدها بالأدلة المُثبِتة أو النافية. والتجربة –هنا أيضًا- كفيلة بأن تكشف عن مدى قوة التفكير العلمي عند هذا الباحث أو ذاك.

 

3- اختيار المنهج الملائم، وهذا الاختيار لا يكون صحيحًا إلّا إذا كان الباحث عارفًا بأصول المنهج العلمي العام، وقواعد المنهج العلمي الخاص، اللذين يناسبان موضوع بحثه. فضلًا عن تمتع الباحث بالقدرة على هندسة بحثه وفق قوانين المنهجين ليصل إلى نتائج سليمة في بحثه.

 

4- مدى التحصيل العلمي، أي مقدار المعرفة التي حصل عليها الباحث في مجال تخصصي ما، بحيث يمكنه من أن يكون ملمًّا إلمامًا وافيًا وكافيًا في موضوع بحثه. وكذلك يكون على أهبة الاستعداد لمواجهة ما قد يظهر له من معارف جديدة قد تكون مخالفة أو مضادة لما يتبناه من معطيات علمية في بحثه.

 

5- الصبر والمثابرة، لأنّ البحث مسؤولية، والمسؤولية لا بد لها من تحمل، والتحمل بطبيعته يتطلب الصبر وطول الأناة للتوصل إلى نتائج مرضية؛ ولهذا لا بد للباحث من المثابرة على مواصلة البحث، فلا تثنيه العوائق والصعوبات، بل يعمل على تذليلها وتسهيلها.

 

6-  الموضوعية وعدم الانحياز، بأن يتجرد الباحث من أي رؤية مسبقة لنتائج البحث، أي ينظر في موضوع بحثه بطريقة علمية غير منحازة لطرفٍ ما يشترك معه في فكره، أو لعقيدةٍ ما يؤمن بها أو يتعاطف معها، فلا يقحم في مبادئه أو مطالبه أي اعتبارات شخصية، وإنما ينظر الأشياء ويتصورها على ما هي عليه من غير أن يشوبها نظرة ضيقة أو تحيّز خاص.

 

7- الخُلُق الحسن في التعامل مع آراء المخالفين، فلا يلجأ إلى النقد الجارح وتسقيط آراءهم  بالانتقاص من مستواهم العلمي، أو الانتقاص من انتماءهم الفكري والعقدي والمذهبي، فيكيل لهم بشتى ألفاظ السباب والشتائم! بل لا بد من أن يكون على يقين بأنّ الفكرة لا تُقابل إلّا بالفكرة، وبأنّ الرأي لا يُهدم أو يُدفع إلّا بالدليل العلمي.

 

8-  التواضع، فلا يخاطب قرّاءه بروحية الأنا والتعالي، وإنما بأسلوب ليّن ملؤه التواضع في احترام عقليّاتهم، ويفضّل مخاطبتهم دائمًا بأسلوب المتكلّم (المبني للمجهول)، أو  المنسوب إلى البحث وليس لشخص الباحث، من قبيل التعبير بضمير الجمع (نقول، ونرى، ورأينا، وتوصلنا...إلخ). كذلك فليحذر الباحث من يأخذه الغرور بما قد يصل إليه من نتائج ذات قيمة علمية؛ لأنّ الغرور مطية الهلاك.

 

9- الأمانة في النقل، بأن يكون الباحث أمينًا في نقل النصوص أو الآراء أو غيرهما، فلا يقدم تقويل الآخرين ما لم يقولوا، ولا على الزيد في أقوالهم أو النقص منها، أو التغيير فيها بشكل أو بآخر، أو الانتحال والسرقة من جهود الآخرين من دون الإشارة إليهم.

 

10- الصدق في القول؛ لأنّ البحث والكتابة فيه يعد مسؤولية أخلاقية وشرعية، ولربما تُخضِع الباحث للمساءلة القانونية، أو الشرعية، إذا ما تعمّد على تزوير الحقائق. وإذن فليكن صادقًا وصريحًا في إبداء ما يتوصل إليه من رأي؛ لأنّ الباحث ناشدُ حقيقة، والحقيقة لا تقبل التضبيب أو التشويش.

 

11- الوضوح في العمل، من حيث تحديد الباحث لأهداف البحث، والسير في خطوات تسلسلية حتى الوصول إلى النتائج، فيبتعد بذلك عن الغموض، ويتجنب الانغلاق أو التذبذب وعدم الثبات في الرأي.

  منهج البحث العلمي

مح 2 

أقسام منهج البحث

يقسم المنهج تقسيمًا أوليُا على قسمين، هما: المنهج التلقائي، والمنهج التأمَلي، وتوضيحهما بما يأتي([1]):

 1-  المنهج التلقائي: ويراد به ما يزاوله عامة الناس في تفكيرهم وأعمالهم من دون أن يكون هناك التفات منهم إليه، أو خطة واضحة ثابتة في أذهانهم له، وإنما يأتيهم عفوًا ووفق ما يمليه الظرف. وقد أشار إليه بعض المناطقة بقولهم: إنّ العقل السليم يستطيع أن يصل إلى حقيقةٍ ما في نطاق البحث الذي يقوم به، من دون أن يعرف قواعد الاستدلال.

 

2-  المنهج التأمّلي: وهو ما يصطلح عليه بالمنهج العلمي، وسمي بالتأملي لأنه يتبع الرّوية والتأمل الفكري في تطبيق القواعد والأصول العلمية إثناء البحث عن حقيقةٍ ما.

 وهو بدوره ينقسم على قسمين رئيسين: منهج عام، ويعرف بالمنهج المنطقي أيضًا، ومنهج خاص، ويسمى بالمنهج الفنَي أيضًا. وتفصيلهما كما يأتي:

أ‌-  المنهج العام: وهو عبارة عن مجموعة من القواعد العامة التي يُرجع إليها عند البحث في أي حقل من حقول المعرفة، وتدخل ضمن هذا القسم أنواع عدًة من مناهج البحث الفرعية، من قبيل: (المنهج النقلي، والمنهج العقلي، والمنهج الوجداني، والمنهج المقارن، والمنهج التجريبي... إلخ)، وأهم ما يهمنا منها في دراساتنا الإنسانية والإسلامية هي المناهج الآتية:

· المنهج النقلي: ويتم فيه دراسة النصوص المنقولة، من حيث توثيق إسناد النص وردّه إلى قائله بما يؤكّد صحة صدوره عنه، والتحقق من سلامة النص من التصحيف والتحريف أو الإضافة والنقصان، وفهم مدلول النص باتباع الوسائل والأدوات العلمية المقرر استعمالها لذلك.

وعادة ما يُستعمل هذا المنهج في الدراسات الإسلامية على مستوى علوم القرآن وعلوم الحديث، ودراسة الأحداث التاريخية من خلال الوثائق المنقولة، أو النقوش المرسومة على آثار الأمم السالفة، وهذا لا ريب يتطلب البحث أولًا عن هذه الآثار ومن ثم دراسة ما فيها من معالم.

·  المنهج العقلي (الاستدلالي): و ويتم فيه دراسة الأفكار والمبادئ العقلية القائمة على قواعد علم المنطق الأرسطي، فيلتزم الحدود والرسوم في التعريف، والقياس والاستقراء في الاستدلال. فيبدأ البرهان فيه من قضايا مسلّم بها، ثم يسير إلى قضايا أخرى تنتج عنها بالضرورة من دون الالتجاء إلى التجربة، ولكي يكون البرهان دقيقًا في هذا المنهج، فلا بد من أن تكون القضايا المستدَل بها دقيقة وقابلة للتبرير العقلي المجرد.  

وغالبًا ما يستعمل هذا المنهج في الدراسات الإسلامية على مستوى علم الفلسفة وعلم الكلام وعلم أصول الفقه. وقد عدّل فيه بعض المناطقة المسلمين، فالتزموا في التعريف بما أسموه ب‍ (شرح الاسم)، وأضافوا إلى مادة الاستقراء طرق المنطق الأوربي الحديثة في استقصاء الجزئيات.

·  المنهج الوجداني: هو من الرياضات العبادية -سواء على مستوى الروح أو مستوى الجسد- التي ينتهجها العارف أو المتصوف إلى أن تحصل عنده إشراقات روحانية تكشف له بعض الحقائق الغائبة، وهو نوع من الإلهام معتضدًا بالنصوص المنقولة في إطار ما تؤوّل به، على اعتبار أن دلالتها من نوع الإشارة لا من نوع العبارة.

· المنهج التكاملي: هو المزج بين أكثر من منهج في البحث الواحد، بحيث تتكامل ما بينها في وضع وتطبيق مستلزمات البحث، كما في البحث الكلامي الذي يلجأ فيه المتكلم للمزج بين  المنهج العقلي والمنهج النقلي، أو البحث العرفاني الذي يلجأ فيه العارف أو المتصوف إلى المزج بين المنهج الوجداني والمنهج النقلي... وهكذا في العلوم الأخرى.

 

ب‌-  المنهج الخاص: مجموعة القواعد التي وضعت للبحث في حقل خاص من حقول المعرفة، أو علم خاص من العلوم.

ويدخل ضمن هذا القسم أيضًا أكثر من نوع، وتتعدد أنواعه بعدد الحقول المعرفية والعلمية، من قبيل ما يخص العلوم الإنسانية والإسلامية -مثلًا- منهج البحث الفلسفي، ومنهج البحث الكلامي، ومنهج البث القرآني، ومنهج البحث الأصولي، ومنهج البحث الفقهي ... إلخ.

وسيتم التفصيل في المنهجين الفقهي والأصولي لا حقًا إن شاء الله.

 

 

أهمية البحث العلمي

لا يمكن لأمّة من الأمم أن تنهض بنفسها، أو أن تشغل حيّزًا في فضاء التحضّر والتمدّن، ما لم يكن لها أحكامًا وقوانين تنظّم حياة الفرد والمجتمع على حد سواء، ومتى ما كانت نظم هذه الأمة أكثر إحكامًا واتساقًا، كانت أغرسُ جذورًا وأكثرُ صلابةً في مواجهة رياح التغيير عبر حركة التاريخ وسيرورته.

وهنا تأتي أهمية البحث العلمي في وضع النظريات المشتملة على هذه الأحكام القوانين التي تنظم الحياة الإنسانية، وتحل المشكلات التي تواجهها، أو تسهم في تطوير سبل ممارستها.

وكلما كان البحث العلمي موضوعيًا، كلما كان أكثر تحصيلًا للنتائج المرجوّة منه وأكثر أثرًا في تنظيم المجتمعات في شتى المجالات.

 

ففي المجال الاجتماعي يمكن للبحث العلمي أن يسهم في التأسيس النظري لكيفية بناء الإنسان وتنظيم علاقاته للوصول إلى تحقيق سعادته، سواء على المستوى الأسري أو على المستوى الاجتماعي عمومًا.

وفي المجال الاقتصادي يمكن له أن يسهم في كيفية إدارة واستغلال موارد البلد الاقتصادية لإنتاج ما يمكن إنتاجه من السلع والخدمات لإشباع الحاجات.

وفي المجال السياسي قادر على إنتاج النظريات الصالحة لحكم هذا البلد أو ذاك بما يتناسب وطبيعة مجتمعه، لأنّ السياسة -كما يقال- فن إدارة المجتمعات الإنسانية.

وفي المجال التربوي يعد البحث العلمي وسيلة لتحسين أساليبها، ومواجهة مشكلاتها، والنهوض بمخرجاتها، لأنّ التربية القائمة على أسلوب علمي قابل للتطبيق لها السهم الأكبر في صناعة الإنسان.

وفي المجال الديني والتعبدي، له الأثر الأسمى في تنظيم عقائد وعبادات الناس وما يترتب عليها من آثار أخلاقية ومعاملاتية، سواء فيما بينهم وبين معبودهم، أو فيما بينهم وبين الآخرين الذين يتعايشون معهم لا سيما إذا كانوا متخالفين معهم في المعتقد الإيماني أو التعبدي.


 منهج البحث العلمي

مح 1 

مفردات المادة:

§      تعريف منهج البحث لغة واصطلاحًا

§      أنواع مناهج البحث العلمي

§      أهمية البحث العلمي

§      مصادر ومراجع البحث العلمي

§      مجالات البحث العلمي

§      صفات الباحث العلمي

§      شروط البحث العلمي

§      التخطيط لكتابة البحث

§      نماذج للبحث الفقهي والأصولي

 

أهم المصادر والمراجع المعتمدة:

§      عبد الرحمن بدوي/مناهج البحث العلمي

§      عبد الهادي الفضلي/أصول البحث

§      عبد الوهاب ابراهيم سليمان/كتابة البحث العلمي

§      رحيم يونس العزاوي/منهج البحث العلمي

§      منذر الضامن/اساسيات البحث العلمي

  

تعريفٌ بمنهج البحث العلمي

 

أولًا: مفهوم (المنهج) في اللغة والاصطلاح

1-    (المنهج) في اللغة:

يستعمل لفظ مَنهج ومِنهج -بفتح الميم وكسرها- ومِنهاج -بالكسر أيضًا- بمعنى: الطريق الواضح. وأضاف إليه المعجم اللغوي الحديث معنى آخر، هو: (الخطة المرسومة). ولعله أفاد هذا من التعريف العلمي له أو من الترجمة العربية لكلمة Method الإنجليزية، بسبب اشتهارها في الحوار العلمي العربي، وهي تعني: الطريقة، والمنهج، والنظام.

 

2-    (المنهج) في الاصطلاح:

عرّفه أهل الفن بتعريفات عدة، منها:

§ عبارة عن: «خطوات منظمة يتخذها الباحث لمعالجة مسألة أو أكثر ويتتبعها للوصول إلى نتيجة».

§ عبارة عن: «طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم».

§ «البرنامج الذي يحدد لنا السبيل للوصول إلى الحقيقة» ، وأيضًا: «الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم» .

§ «فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة، إما من أجل الكشف عن حقيقة مجهولة لدينا، أو من أجل البرهنة على حقيقة لا يعرفها الآخرون».

ومما سبق من تعريفات، فيمكننا القول بأنّ (لمنهج) في الاصطلاح عبارة عن: «مجموعة القواعد التي يعتمدها الباحث في تنظيم خزينه المعرفي والفكري، من أجل الحصول على النتائج».

 

 ثانيًا: مفهوم (البحث) في اللغة والاصطلاح

1-    (البحث) في اللغة

قال الفراهيدي (ت: 175هـ): «البحث: طلبك شيئًا في التراب، وسؤالك مستخبرًا، تقول: أستبحث عنه... والبَحُوثُ من الإِبل، التي إِذا سارتْ بحثت الترابَ بأَيديها
أُخُرًا -أَي- ترمِي به إِلى خَلْفِها»([1]).

وقال ابن فارس (ت: 395هـ): «الباء والحاء والثاء أصلٌ واحدٌ يدل على إثارة الشيء... والعرب تقول كالباحث عن مدية يضرب لمن يكون حتفه بيده. وأصله في الثور تدفن له المدية في التراب فيستثيرها وهو لا يعلم فتذبحه.

 قال: ولا تك كالثور الذي دفنت له ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حديدة حتف ثم ظل يثيرها»([2]).

 وعلى هذا الأساس، فإنّ لفظ (البحث) في المعنى اللغوي يستعمل في الاستعلام عن شيء، وفي حفر الأرض، سواءً كان هذا الحفر عن قصدٍ أو عن غير قصد.

 

2-    (البحث) في الاصطلاح

بمرور الزمن أصبح اللفظ أكثر سعةً في الاستعمال المعنوي منه في الاستعمال الحسي، وأزيحت دلالته إلى المجال الفكري، حتى صار يطلق على بذل الجهد في موضوع ما، وجمع المسائل التي تتصل به.

وقد عرّف علميا بأكثر من تعريف، منها:

§      إنه: «محاولة دقيقة ومنظمة وناقدة، للتوصل إلى حلول لمختلف المشكلات التي تواجهها الإنسانية، وتثير قلق وحيرة الإنسان».

§       إنه: «جهد علمي يهدف إلى اكتشاف الحقائق الجديدة والتأكد من صحتها، وتحليل العلاقات بين الحقائق المختلفة».

§      إنه: «وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة، وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها، والتي تتصل بهذه المشكلة المحددة».

وقد يقصد من هذه التعريفات الإشارة إلى البحث العلمي التجريبي المبتني على التقصي واستقراء الظواهر الطبيعية أو المقدمات التجريبية، وعلى هذا لا تكون مثل هذه التعريفات شاملة لأبحاث  العلوم الإنسانية القائمة على أساس من المنهج العقلي أو المنهج النقلي أو المنهج التكاملي أو غيرها.

ولذلك يمكن تعريفه بـعد الاستعانة بالمعنى اللغوي له على النحو الآتي: البحث هو: (الحفر والتنقيب في الخزين الفكري والمعرفي باستعمال منهج معين من أجل الوصول إلى معرفة مجهولٍ ما).




المتابعون