الاثنين، 24 سبتمبر 2012


(... فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ...)-البقرة-194 .

لم يكتفِ شراذم اليهود والنصارى بفعلهم الشنيع في الفلم المسيء للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بل راح نفر آخر منهم في (فرنسا) ليرسم صورًا جديدة تنتقص من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).. والأمر الذي زاد في تماديهم هو مساندة الحكومات الاستكبارية لهم بعد تصريحها بأن هذه الأفعال مباحة في عالم الديمقراطية، لأنها تعبّر عن حرية الرأي، إضافة إلى تخاذل الحكومات الاسلامية عن أخذ أي موقف رادع تجاه هذه الحكومات ولاعتبارات عدّة ليست خافية على أدنى مطلّع. 
 ترى لِمَ اقدموا على هذا الفعل ولم تمض إلّا ساعات معدودات على موجة الاحتجاجات في البلدان الإسلامية؟؟
 هل الغرض منه تأجيج الفتنة وإبقاء نارها ذاكية؟.. أم أنه هدف مخطط ومدبّر له بإحكام يبتغون من وراءه أغراضًا آنية ومستقبلية؟
لا ريب أنّ تعدي هؤلاء الكفرة على حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يعادله تعدٍ مثله يمكن للمسلمين أن يقتصوا به من هؤلاء الشرذمة.. وذلك لأسباب، منها:

أوًلًا: أن المسلم يعتقد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد الخلق أجمعين ولا يدانيه لا مَلَك مقرّب ولا رسول مرسل، فضلًا عن عامة الخلق من سماوات وارض وما فيهن وما بينهن. ومهما أراد المسلمون أن يقابلوا اعتداء هؤلاء الكفار بمثله فلا يعطونه حقه.

وثانيًا: أن عقيدة المسلم تملي عليه ان يؤمن بجميع أنبياء الله تعالى ورسله ولا يفرّقون بين احد منهم عملاً بقوله تعالى ((آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ))-البقرة: 285 ، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون أن يقتصوا من هؤلاء الكفار بالانتقاص من أنبيائهم، لأنهم يعتبرونهم رموزا مقدسة عندهم أيضًا..
 وإذن فكيف للمسلم ان يطبّق آية مقاصّة الاعتداء في هذا الموضع؟

لست بصدد إعطاء فتوى، فلست من أهل العلم ولا من أهل الفقه والفتوى، ولكن ظاهر الآية يُبيح للمسلم أن يدافع عن حرماته التي يُعتدى عليها، ويُبيح له ان يعتدي على المعتدي بالمثل.. نعم، هو لا يستطيع التعدي على حرمة الأنبياء (عليهم السلام)،  ولكن بإمكانه أن يقتص من هؤلاء الكفرة بأن ينتقص من رموزهم الدينية المتمثلة بالفاتيكان، والكنيسة، والصليب، والباباوات الأعاظم –عندهم- والأساقفة، وصغار الكهان وخدم الكنائس.. إلخ، وسِيَر هؤلاء جميعًا مليئة بما يشين ويعيب، وبإمكان المسلمين أن يظهروها بالمثل  -بأفلام وصور وكاريكاتوريات وغيرها- وهم ليسوا بأقل كفاءة منهم في هذه الناحية.. وهي أيضًا من باب حرية الفكر، والبادئ أظلم.

المتابعون