الأحد، 9 مايو 2021

 منهج البحث العلمي

مح 3

 

صفات الباحث

من أهم المؤهلات المكونة لشخصية الباحث، تحلّيه بالصفات الآتية:

1- الموهبة: ويراد بها الاستعداد الفطري الذي يمكِّن الباحث في أن يبرع فيما يريد القيام به من سلوك، فكريًا كان أو عمليًا، ولا ريب أن هذه الموهبة تتفاوت في مقدارها من باحث إلى آخر،  والتجربة عادة ما تكشف مدى استعداد الباحث أو لا استعداده لتحصيل ملكة البحث. فمتى ما وجد المرء نفسه موهوبًا في هذا المجال، سهل عليه الانطلاق في تنمية قدراته على البحث فيما يرغب.

 

2- قوة التفكير العلمي: قد يتمتع الباحث بقدر من الذكاء الذهني الذي يساعده على الخوض في غمار البحث، كما ويمكنه شحن هذه القوة باستمرار كلما زاد في التعامل مع المعطيات العلمية ومحاولة نقدها بالأدلة المُثبِتة أو النافية. والتجربة –هنا أيضًا- كفيلة بأن تكشف عن مدى قوة التفكير العلمي عند هذا الباحث أو ذاك.

 

3- اختيار المنهج الملائم، وهذا الاختيار لا يكون صحيحًا إلّا إذا كان الباحث عارفًا بأصول المنهج العلمي العام، وقواعد المنهج العلمي الخاص، اللذين يناسبان موضوع بحثه. فضلًا عن تمتع الباحث بالقدرة على هندسة بحثه وفق قوانين المنهجين ليصل إلى نتائج سليمة في بحثه.

 

4- مدى التحصيل العلمي، أي مقدار المعرفة التي حصل عليها الباحث في مجال تخصصي ما، بحيث يمكنه من أن يكون ملمًّا إلمامًا وافيًا وكافيًا في موضوع بحثه. وكذلك يكون على أهبة الاستعداد لمواجهة ما قد يظهر له من معارف جديدة قد تكون مخالفة أو مضادة لما يتبناه من معطيات علمية في بحثه.

 

5- الصبر والمثابرة، لأنّ البحث مسؤولية، والمسؤولية لا بد لها من تحمل، والتحمل بطبيعته يتطلب الصبر وطول الأناة للتوصل إلى نتائج مرضية؛ ولهذا لا بد للباحث من المثابرة على مواصلة البحث، فلا تثنيه العوائق والصعوبات، بل يعمل على تذليلها وتسهيلها.

 

6-  الموضوعية وعدم الانحياز، بأن يتجرد الباحث من أي رؤية مسبقة لنتائج البحث، أي ينظر في موضوع بحثه بطريقة علمية غير منحازة لطرفٍ ما يشترك معه في فكره، أو لعقيدةٍ ما يؤمن بها أو يتعاطف معها، فلا يقحم في مبادئه أو مطالبه أي اعتبارات شخصية، وإنما ينظر الأشياء ويتصورها على ما هي عليه من غير أن يشوبها نظرة ضيقة أو تحيّز خاص.

 

7- الخُلُق الحسن في التعامل مع آراء المخالفين، فلا يلجأ إلى النقد الجارح وتسقيط آراءهم  بالانتقاص من مستواهم العلمي، أو الانتقاص من انتماءهم الفكري والعقدي والمذهبي، فيكيل لهم بشتى ألفاظ السباب والشتائم! بل لا بد من أن يكون على يقين بأنّ الفكرة لا تُقابل إلّا بالفكرة، وبأنّ الرأي لا يُهدم أو يُدفع إلّا بالدليل العلمي.

 

8-  التواضع، فلا يخاطب قرّاءه بروحية الأنا والتعالي، وإنما بأسلوب ليّن ملؤه التواضع في احترام عقليّاتهم، ويفضّل مخاطبتهم دائمًا بأسلوب المتكلّم (المبني للمجهول)، أو  المنسوب إلى البحث وليس لشخص الباحث، من قبيل التعبير بضمير الجمع (نقول، ونرى، ورأينا، وتوصلنا...إلخ). كذلك فليحذر الباحث من يأخذه الغرور بما قد يصل إليه من نتائج ذات قيمة علمية؛ لأنّ الغرور مطية الهلاك.

 

9- الأمانة في النقل، بأن يكون الباحث أمينًا في نقل النصوص أو الآراء أو غيرهما، فلا يقدم تقويل الآخرين ما لم يقولوا، ولا على الزيد في أقوالهم أو النقص منها، أو التغيير فيها بشكل أو بآخر، أو الانتحال والسرقة من جهود الآخرين من دون الإشارة إليهم.

 

10- الصدق في القول؛ لأنّ البحث والكتابة فيه يعد مسؤولية أخلاقية وشرعية، ولربما تُخضِع الباحث للمساءلة القانونية، أو الشرعية، إذا ما تعمّد على تزوير الحقائق. وإذن فليكن صادقًا وصريحًا في إبداء ما يتوصل إليه من رأي؛ لأنّ الباحث ناشدُ حقيقة، والحقيقة لا تقبل التضبيب أو التشويش.

 

11- الوضوح في العمل، من حيث تحديد الباحث لأهداف البحث، والسير في خطوات تسلسلية حتى الوصول إلى النتائج، فيبتعد بذلك عن الغموض، ويتجنب الانغلاق أو التذبذب وعدم الثبات في الرأي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون